“
.
.
.
.
↓
.
.
.
قررت ان أستدل ستائر سوداء في وجه ما كان .. فلا يستطيع رؤيتي و لا أراه .. أريد حقا أن أنساه ،
أريد الفرار بعيداَ عنه ليس إليه ، لا أعرف كيف ؟ ربما سأخترع طريقة لنسيانه ،
قد أفكر به كأحد عيوبي اللتي اريد التخلص منها أو زلة ضمير تتدارك عتم المصير ،
سأجعله مساراَ اتحداهـ و أرسله الى منتهاهـ ، أو شيء اخر ، لا أعرف بعد ،
المهم .. تخلصت من واقع إنعدام امكانيه ذلك ، وتوقفت عن السير إليه ، ورؤيته مقبلاَ علي .
.
.
في غرفتي ستائر حمراء تغري الفجر برقتها فيسعى أليها و يدوس عليها بلا إكثراث و يتركها خلفه بلا أسف .. على جثة ستائري يصل إلى غرفتي ليعلمني أنه هنا ،، أيريد أن يراني ؟ أم يريدني أن أراه ؟ كلما أراهـ يقفز سؤال من محله أينما كان ليدور حولي كطفل صغير يستحيل إسكاته ..
كل الاشياء التي نراها أو الكثير منها يعلق في ذواكرنا ،، يربكني بقاء الاشياء في الذاكره بعدما تكون تلاشت و انتهت أو ببساطه ماتت .. أيمكننيي القول أن الذاكره تُحيي الموتى ؟ هل يعودون ؟
عندما أتناول سيجار أراه بين أصابعي بينما أشعله ، لكني لا ألقي نحوه أي نظرة بعد ذلك ، أنتبه لوجوده عندما أرى دخانه الابيض و هو يتلاشى حتى يختفي ؟ هل يموت الدخان ؟ سيجاري يموت ، أعرف ذلك لأني أدفنه بيدي.. ليدرك كم قصيرة هي الحياة و أنه لم يعد له متسع فيها و أن آوان الرماد آن .. ما الرماد حقاَ ؟ بقايا .. سحقاً للبقايا .. أرفض بقايا الاشياء .. الاشخاص .. الاحساس .
لطالما أحببت اللون الرمادي ، أستطيع القول أن أنسجاماً رمادياً يسود منزلي ، فكل الاشياء حولي بيضاء او سوداء على خلفية رماديه .. حيث أجلس الان على مكتبي في غرفة نومي برتقالية اللون أنظر عن يميني الى الرمادي الممتد خلف بابها فأرى كم هو بارد .. ماذا يرى القادم من الاتجاه الاخر نحو غرفتي الكائنه في أخر الممتد الرمادي ؟ أيرى لهب برتقالياَ يحرقني ليل نهار أعيشه إحتراقاً و سعيراً في أبعد هاويه من جحيم الوحده و التردد ؟ لما لا أثور ؟ ينتابني احساس برتقالي كلما أضئت غرفتي البرتقاليه بضوء خافت برتقالي .. للضوء الوامض ذاكره نراها كصور فوتوغرافيه .. هل لضوء غرفتي البرتقالي ذاكره ؟ هل للفجر القادم من ستائري الحمراء ذاكره ؟ اين ذهب الدخان الابيض ؟
نصحني صديق أن أجاري الزمن ، لم استطع أن اخبره عن زمني الخاص و كيف أخترعته. بما اني لا أستسيغ الحديث عن زمني فأنا أرسم صوراَ له بنقاط و خطوط و أصنع نوافذ ورقيه ذات ستائر حمراء .
تحررني الكتابه ، تردي الوحش الجاثم على صدري يخنقني و يقتل صوتي ، و تطلق المكبوت بداخلي كيلا انفجر الماً .. احياناً اسمع دموعي تتداعى لرحلة طهور فتستقر بين السطور حينها اسرع الى باب غرفتي أضغط عليه بقوة و أدير المفتاح ، لن يتمكن أحد من رؤية ضعفي .. أعود الى قلمي و أوراقي ، الى صمتي و كلمات خذلتني الأف المرات لأستفرغها رغماَ عنها لأدفنها تماما كسيجاري. مع بداية هذا السطر اصل نهاية الصفحه.. أرى صوره من عالمي ، مازال بطني يؤلمني .. أعرف سيكون هناك ألم و أشياء لا تطاق ، تجعلني أنثني و أستقيم و أستدير و أمضي وحدي في سديم لا أعرف أين ينتهي و ما الذي يخفيه حيث يجب أن أكون .
.